غرق زنجارا:
أبحرت زنجارا منطلقة من العقبة في 21 أغسطس عام 1984، ولكن للأسف جنحت
السفينة لترتطم في حيد لاجونا البحري في اليوم التالي. وبسبب الضرر البالغ الذي أصابها،
أعلن فقدان السفينة وقد كانت خسارة فادحة.
مضيق تيران هو امتداد ضيق للمياه
بين شبه جزيرة سيناء وجزيرة تيران، وهو بمثابة المعبر لخليج العقبة. وفي مركز هذين
المضيقين توجد أربع تجمعات للشعاب المرجانية والتي تقلل من عرض ممرات السفن بشكل
كبير في كلا الجانبين. ولهذا، يتطلب من جميع السفن المارة أن "تلتزم
اليمين" حتى لا ترتطم بالشعاب المرجانية المتزاحمة. اصطدمت زنجارا المتجهة
جنوبا بالحيد المرجاني في الجهة الشرقية من المضيقين بينما كان عليها أن تسلك
الطريق الغربي. علاوة على ذلك، ارتطمت السفينة بالشعاب بقوة كبيرة تسببت في إزالة
قاع السفينة بالكامل.
الغوص في زنجارا:
ربما هذه السفينة محطمة بالكامل، إلا أن كل أجزاء الحطام بقيت كما هي. بقي جزء
من أعلى مؤخرة السفينة فوق سطح الماء محددا مكان السفينة.
وقد نمت على كل أجزاء الحطام الشعاب المرجانية الصلبة والتصقت بها. مؤخرة السفينة
والدرابزين وأعمدة ربط الحبال سليمة، وهي في وضع مائل صانعة زاوية حوالي 45 درجة. ما زالتا
الدفة والمروحة في مكانهما، ومن موقعهما هناك مساحة كبيرة من الأنقاض
تحتوي على الكثير مما يمكن اكتشافه. ترتمي ألواح من المعدن على قاع البحر وهناك
زوج من روافع سطح السفينة مقلوبان. كما أن صواري السفينة ما زالت موجودة. يحدد
الونش اليدوي مع سلاسل المرساة أعلى مقدمة السفينة. عند ميسرة السفينة، هناك ما
يكفي من الهيكل المتبقي للسفينة للكشف عن الأحرف المعدنية المرتفعة لاسم السفينة
الأصلي، ويمكن بسهولة رؤية كلمة "كورمور"، لكن حرفي "أ" و
"ن" (واللذان يشكلان الكلمة الكاملة كورموران) مطموسين.
ملحوظة: انتهت رحلة هذه السفينة وسط ظروف غاية في الخطورة؛ إما أن قبطان السفينة قرر أن يختصر الوقت واتخذ قرارا خاطئا بالتوجه جنوبا أسفل القناة الشرقية-
في مواجهة الشعاب المرجانية القادمة، كما أنه أمر بزيادة السرعة للمرور في أسرع
وقت، أو أنه ببساطة ارتكب خطئا ملاحيا فادحا كلفه كل شيء.
للمزيد من المعلومات عن حطام هذه السفينة أو السفن الغارقة الأخرى التي تم
العثور عليها في الجزء المصري من البحر الأحمر، يمكنك الرجوع إلى كتاب "حطام
السفن في البحر الأحمر المصري" (ISBN
1898162719 و 1905492162) المتاح حاليا لمؤلفه نيد ميدلتون،
وهو كاتب حائز على جوائز وتقف مؤلفاته وسط الكتب الأكثر مبيعا. وقد حصل هذا الكتاب
على لقب "إصدار العام لعالم البحار" لعام 2007.