هل للبحر تراث؟

تمتد علاقة الإنسان بالبحر إلي آلاف السنين، حيث كان البحر هو الوسيلة الوحيدة للنقل والتجارة والحرب، وكذلك نشر الأفكار وتواصل الحضارات. لذلك تخفي البحار ملايين السفن ومئات المدن والموانئ المغمورة بالمياه التي تمثل دليلا على فترات وأوجه مختلفة من التاريخ الإنساني.

هل للبحر تراث؟

وفقًا لمنظمة اليونسكو، يُعرَّف التراث الثقافي المغمور بالمياه بأنه "جميع آثار الوجود الإنساني ذات الطابع الثقافي أو التاريخي أو الأثري والتي ظلت مغمورة بالمياه جزئيًا أو كليًا، بشكل دوري أو متواصل، لمدة ١٠٠ عام على الأقل". ويشمل ذلك المواقع والمباني والمصنوعات اليدوية والسفن والطائرات أو أي جزء منها وحمولتها والبقايا البشرية والأشياء ذات طابع ما قبل التاريخ بالإضافة إلى سياقها الأثري والطبيعي تحت الماء.

ومع ذلك، فإن التراث الثقافي المغمور بالمياه يتعرض للعديد من التهديدات البشرية، بما في ذلك النهب والزحف العمراني والاستغلال التجاري، فضلاً عن التهديدات الطبيعية مثل التلوث والاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى تغيرات في مستوى سطح البحر.

مما لا شك فيه أن التراث الثقافي المغمور بالمياه، وخاصة حطام السفن، يعد موردًا قيمًا لسياحة الغوص. ومع ذلك، فإن أنشطة الغوص غير المسؤولة يمكن أن يكون لها آثار سلبية على هذا التراث. ومن ثم، فإن الإدارة المستدامة لهذا التراث أمر بالغ الأهمية، ليس فقط للحفاظ على هذه الموارد الثقافية، ولكن أيضًا للحفاظ على عائدها الاقتصادي. وتأتي اتفاقيـة اليونسـكو بشـأن حمايـة التـراث الثقافـي المغمـور بالميـاه لعـام ٢٠٠١ لتعزيـز قـدرة الـدول علـى الاهتمام بتراثهـا الثقافـي المغمـور بالميـاه ودراسـته وحمايتـه، بمـا يكفـل صونـه واسـتدامته لمنفعـة الأجيـال الحاليـة والمسـتقبلية.

 ولذلك، تتعاون غرفة سياحة الغوص والأنشطة البحرية من أجل حماية وحفظ التراث الثقافي المغمور بالمياه في مصر مع كلاً من: 

منذ تسعينيات القرن العشرين شهد مجال الآثار الغارقة اهتمامًا كبيرًا من البعثات الأجنبية، والجهات العلمية المختصة بهذا المجال. فصارت الحاجة ملحة لإنشاء إدارة متخصصة للآثار الغارقة عام ١٩٩٦، مهمتها الأساسية هي إدارة التراث الثقافي المغمور بالمياه فى جميع المسطحات المائية المصرية من حيث البحث والكشف والحفظ والتوثيق والحماية والعرض واختيرت الإسكندرية مقرا لها.

ومن أهم المواقع التى تضطلع بها الإدارة منفردة: المعمورة، وادى الجرف، المحمديات، الفيوم وأسوان. فضلاً عن إشرافها واشتراكها مع البعثات المختلفة فى مواقع عديدة غاية فى الأهمية مثل موقعى الفنار والحى الملكي بالإسكندرية، مدينة هيراقليون بخليج أبى قير وحطام سفينة سعدانة بالبحر الأحمر.

بإمكانكم معرفة المزيد من خلال زيارة الصفحة الخاص بالإدارة:

https://www.facebook.com/profile.php?id=100087128170360&mibextid=ZbWKwL