غرق مايدان
تحت قيادة القبطان نيكولاس برين وطاقم من 100 شخص، سافرت السفينة مايدان
إلى كلكتا في إبريل عام 1923. في 22 مايو، غادرت السفينة كلكتا ووصلت إلى بورتسودان
في 7 يونيو. أبحرت السفينة بعدها ثانية في الساعة 12:30 صباحا في 9 يونيو 1923. كان
الجو صحوا وصافيا ومعتدلا، وقد حافظت السفينة على سرعة 10.5 عقدة. عند الساعة 6:45 مساءا أعلن مساعد القبطان الأول أن السفينة
وفقا للبوصلة تتواجد على بعد 2 ميل ونصف غرب طريقها المفترض عليها أن تسلكه. إلا
أن القبطان كان راضيا عن مسارها. في الساعة 11:30 مساءا، عاد القبطان برين إلى
كابينته تاركا أوامر أن يتم استدعاؤه عندما تلوح جزيرة سان جون في الأفق. في 1:30
صباحا العاشر من يونيو، كان الضابط الثاني مسئولا عن المراقبة، ذلك حينما ظهرت
جزيرة سان جون أمامهم مباشرة على بعد 8-10 أميال. فورا غير الضابط مسار السفينة
واستدعى القبطان برين الذي لم يفعل شيئا! بعدها بوقت قصير، شوهدت مياه متغيرة
اللون خارج قوس الميناء وقد ارتطمت سفينة مايدان بجزيرة روكي في الساعة 1:39 صباحا
العاشر من يونيو عام 1923. في السابعة والنصف من مساء نفس اليوم انزلقت السفينة من
فوق الحيد المرجاني وغرقت.
الغوص في مايدان
يمكن العثور على هذا الحطام على عمق 80-120 مترا، ولهذا، ربما يمكن فقط
للغواصين التقنيين ذوي المؤهلات والخبرة اللازمة زيارته. وكما وصف جرانت سيرانك
الحطام عندما أكتشف أول مرة، أنه كان على عمق 80 مترا عندما شاهد السفينة ولاحقا
تمكن من رؤية جسم الحطام الرئيسي على بعد 20 مترا للأسفل. في مرة أخرى، وصف سيرانك
كيف عاد إلى الحطام ليقوم بتصوير حجرة المحرك وأماكن تخزين البضائع الموجودة على
عمق 120 مترا. السفينة نفسها محطمة وإن كانت لا زالت قطعة واحدة ترقد على جانبها.
ملحوظة (1): ولد كابتن بريد في دبلن عام 1872 وحصل على شهادة القبطنة في
بلفاست عام 1903. بعد نجاحه عدة مرات في قيادة السفن، والتي تضمنت سنوات الحرب من
1914-1918، تولى قيادة سفينة مايدان عام 1921. إلا أن مجلس التحقيق التجاري اكتشف
ارتكاب القبطان بريد لعدة أخطاء جسيمة أدت إلى فقدان سفينة مايدان وتم توجيه اللوم
الشديد إليه، ومن بعدها لم يركب البحر مجددا.
ملحوظة (2): على الرغم من الادعاءات الخاطئة أنه تم اكتشاف السفينة على عمق
50 مترا، إلا أن السفينة تم اكتشافها مؤخرا على يد جرانت سيرانك وكيمو هاجمان في
2003. وقد تم التأكد من اكتشافهما هذا وأرسل طوني باكهيرست فيلما قصيرا به الحطام
ودراسته بالتفصيل. ووفقا لكل الأدلة المتوافرة في هذا الوقت ثبت أن هذا هو
حطام إس إس مايدان ، ولاحقا عثر على أدلة دامغة لتأكيد هذه الحقيقة.
للمزيد من المعلومات عن حطام هذه السفينة أو السفن الغارقة الأخرى التي تم
العثور عليها في الجزء المصري من البحر الأحمر، يمكنك الرجوع إلى كتاب "حطام
السفن في البحر الأحمر المصري" (ISBN
1898162719 و 1905492162) المتاح حاليا لمؤلفه نيد ميدلتون،
وهو كاتب حائز على جوائز وتقف مؤلفاته وسط الكتب الأكثر مبيعا. وقد حصل هذا الكتاب
على لقب "إصدار العام لعالم البحار" لعام 2007.