غرق أوليسيس
في أغسطس عام 1887، غادرت سفينة أوليسيس لندن متجهة إلى بينانج بقيادة
القبطان آرثر بريمنر. كانت هذه أول مرة تخترق أوليسيس عباب البحر الأحمر. بعد أن
عبرت السويس، تفقد القبطان موقعه وحدد المسار قبل أن يلقي أوامره النهائية
والواضحة. في 15 أغسطس، كانت أوليسيس تقترب من نهاية خليج السويس متجهة إلى البحر
الأحمر المفتوح، ذلك عندما توقفت السفينة. في البداية، اعتبرت الحادثة كأمر
بسيط وثانوي وطلبوا من سفينة مارة إلى جوارهم بالإسراع إلى السويس وإبلاغهم هناك
لإرسال المساعدة الفورية. إلا أن النجدة لم تصل حتى 18 أغسطس- وفي تلك الأثناء حدث
شرخ في جسم السفينة ولم تعد صالحة للإبحار. مع قيام البحرية الملكية بتوفير
الحماية لجميع المعنيين، استطاع طاقم سفينة أوليسيس وطاقم سفينة لايترز أيضا
القادمة من السويس إنقاذ الشحنة. أخيرا، غادر الجميع أوليسيس في 6 سبتمبر ولكن لم
يحدد بالضبط تاريخ غرقها في قاع البحر.
الغوص في أوليسيس
ترقد السفينة فوق الحيد المرجاني بينما مؤخرتها على عمق 28 مترا. القسم
الثالث الأمامي منها هو حقل حطام، إلا أن الجسم الرئيسي للسفينة يرقد على الميسرة
مانحا فرصة غوص عظيمة. تآكل معظم السطح الخشبي كاشفا عن داعمات حديدية مثل تلك في
سفنية كارناتيك. مؤخرة السفينة مستديرة بشكل جميل بينما المروحة والدفة في
مكانهما، بالإضافة إلى تواجد عواميد ربط الحبال والروافع والدرابزين وذراع الدفة
الكبير. الهيكل الرئيسي مفتوح سامحا للغواصين بالدخول والاستكشاف وحتى عارضة
السفينة. بالتوجه إلى الأمام يخرج الغواص من الحطام واصلا إلى نقطة التقائه مع
الحيد المرجاني. يرقد صاري المؤخرة عبر قاع البحر إلى جوار المدخنة المكسورة.
السفينة مكسورة بشدة من هذا النقطة وإلى
الأمام.
ملحوظة: ولد القبطان آرثر وليسلي بريمنر في ليفربول عام 1843 وحصل على
شهادة القبطنة عام 1867 في سن صغيرة، 24 عاما فقط. مُنح آرثر ميدالية لويد
لإنقاذ الحياة في البحر عام 1884. أصبح آرثر قبطانا لعدة سفن مختلفة بدءا من عام
1880 قبل أن يتم تعيينه قائدا لأوليسيس في فبراير 1885. بعد خسارة أوليسيس لم يركب
آرثر البحر مجددا.
للمزيد من المعلومات عن حطام هذه السفينة أو السفن الغارقة الأخرى التي تم
العثور عليها في الجزء المصري من البحر الأحمر، يمكنك الرجوع إلى كتاب "حطام
السفن في البحر الأحمر المصري" (ISBN
1898162719 و 1905492162) المتاح حاليا لمؤلفه نيد ميدلتون،
وهو كاتب حائز على جوائز وتقف مؤلفاته وسط الكتب الأكثر مبيعا. وقد حصل هذا الكتاب
على لقب "إصدار العام لعالم البحار" لعام 2007.