الغوص في الحطام
حطام سفن البحر الأحمر

منذ قديم الزمان، كان البحر الأحمر ممرا مائيا دوليا هاما، وتعود أول رحلة تجارية مسجلة في البحر الأحمر إلى العام 1493 قبل الميلاد، وذلك حينما أرسلت الملكة حتشبسوت أسطول مكون من خمسة سفن إلى القصير متجهة من ساحل البر الرئيسي للبحر الأحمر وإلى أرض بونت، وهي قريبة مما يعرف اليوم بالصومال.

اقرأ المزيد

اختر حطام السفينة

نوميديا

غرق نوميديا

في فبراير عام 1901، أتمت السفينة نوميديا أولى رحلاتها من جلاسجو إلى بومباي وكلكتا. بعدها في السادس من يوليو من نفس العام، غادرت ميناء ليفربول لعمل نفس الرحلة. كانت السفينة تحمل بضائع عامة وزنها 7 آلاف طن وعلى ظهرها 97 من أفراد الطاقم. عبرت السفينة السويس في 19 يوليو ثم نزولا خرجت من الخليج في سلام. ما أن وصلت نوميديا إلى البحر الأحمر حتى ولّى القبطان جون كريج وجهه شطر جزيرة الأخ الأكبر، ثم عاد إلى كابينته تاركا القيادة للقبطان الثاني مع تعليمات بإعلامه عند رؤية أول نور لمنارة جزيرة الأخ الأكبر.

إلا أنه في الساعة الثانية، ارتطمت السفينة في صخور جزيرة الأخ الأكبر – على بعد أقل من 500 قدم من المنارة! بذل الطاقم ما في وسعهم كي تطفو السفينة من جديد، ولكن هباء. بقي القبطان كريج على الجزيرة سبعة أسابيع والتي في أثنائها تمكن من إنقاذ معظم الحمولة قبل أن تنكسر السفينة ويغرق الجزء الخلفي بشكل نصفي فوق الشعاب المرجانية بينما غاصت مؤخرتها حتى استقرت على عمق 80 مترا.

الغوص في نوميديا

هذا الحطام هو الأجمل في البحر الأحمر؛ ما زالتا المروحة والدفة سليمتان- لكنهما في الأعماق. تآكلت الأسطح الخشبية تاركة هيكلا حديديا يسهّل الدخول إلى كل أجزاء السفينة. مكان تخزين البضائع في الجزء الخلفي مفتوحا على وسعه بينما صاري المؤخرة في حالة سليمة وحتى منصة تركيب الصاري. هناك عدد كبير من الروافع لكن لا توجد تلك الخاصة برفع البضائع. على عمق 8-12 مترا، تتواجد أعلى طرف من قمرة القيادة وغرف الإقامة. روافع قوارب النجاة مفتوحة في كلا الجانبين، وهناك فتحات تهوية ضخمة لغرفة المحرك – بعضها مكسور والآخر سليم. انجرفت بقية السفينة فوق شعاب مرجانية ضحلة لتقع تحت رحمة العواصف الشتوية المتتابعة وقد تآكلت وتحولت إلى فتات مغطاة الآن بالشعاب المرجانية الكثيفة.

ملحوظة (1): انعقد مجلس التحقيق التجاري في جلاسجو في أكتوبر 1901 وخلص إلى أن القبطان الثاني على الأرجح قد راح في النوم أثناء تأدية وظيفته وفشل في أداء دوره في مراقبة مسار السفينة وأهمل الاتصال بالقبطان وفقا للتعليمات. وقد أوقف عن العمل لمدة تسعة أشهر.

ملحوظة (2): ولد كابتن جون كريج في جلاسجو عام 1845 وحصل على شهادة القبطنة عام 1872 مع بلوغه 27 عاما. قبل أن يصبح قائدا للنوميديا، كان قبطانا ناجحا لسفينة ألجيريا لمدة 3 سنوات. إلا أن كريج لم يعد لركوب البحر بعد خسارة نوميديا.

للمزيد من المعلومات عن حطام هذه السفينة أو السفن الغارقة الأخرى التي تم العثور عليها في الجزء المصري من البحر الأحمر، يمكنك الرجوع إلى كتاب "حطام السفن في البحر الأحمر المصري" (ISBN 1898162719  و 1905492162) المتاح حاليا لمؤلفه نيد ميدلتون، وهو كاتب حائز على جوائز وتقف مؤلفاته وسط الكتب الأكثر مبيعا. وقد حصل هذا الكتاب على لقب "إصدار العام لعالم البحار" لعام 2007. 

الموقع

جزيرة الأخ الأكبر، الطرف الشمالي

العمق

8 متر إلى 80 متر

تاريخ البناء

1901

تاريخ الانطلاق

1901

الطراز

سفينة نقل بضائع

الإزاحة

6399

الأبعاد

137.4 م × 16.7 م مع غاطس 9.2 م.

الماكينات والآلات

محرك ثلاثي التمدد 3 سليندر

المالك

شركة أنكور لاين في جلاسجو

الشحنة

بضائع عامة